أهم عقائد المعتزلة: الأصول الخمسة
للمعتزلة عقائد كثيرة: وأهمها هي الأصول الخمسة، التي تتفق عليها فرقهم، وإن اختلفت في تفصيلاتها أحياناً، وهي:
1- التوحيد: والمراد به عندهم، نفي الصفات عن الله تعالى، فيقولون: عليم بذاته، سميع بذاته، بصير بذاته، أو عليم بلا علم، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر .. وهكذا. وكذلك يريدون به القول: بأن القرآن مخلوق.
وشبهتهم أننا إذا أثبتنا لله صفات، فقد قلنا بوجود آلهة كثيرة؛ لأن الصفات غير الذات.
وهذه الشبهة باطلة، فإن صفة الإنسان ليست إنساناً، فكيف تكون صفة الله إلهاً وله المثل الأعلى؟! وإنكار الصفات تكذيب لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
2- العدل: المراد به عندهم أن الله لا يخلق الشر ولا يريده، ولم يقدر المعاصي على العباد، ولكنهم هم يخلقون أفعالهم، ويفعلون ما لا يريد الله فعله ولم يقدره، وهذه هي فلسفتهم في القدر. وأصل شبهتهم عدم تفريقهم بين نوعي الإرادة:
أ- الإرادة الكونية: التي هي بمعنى المشيئة، فلا يكون في الكون إلا ما يشاؤه الله ويريد وقوعه، سواء أكان يحبه أم يكرهه.
ب- والإرادة الشرعية: وهي بمعنى المحبة، فكل ما أمر الله به وشرعه، فإنه يجب فعله، سواءً أطاعه العباد فيه أم عصوه. وطاعتهم أو معصيتهم لا تخرج عن إرادته الكونية الشاملة.
فإذا قال المعتزلي: هل الله (يريد الكفر)؟ فنحن نجيبه بأن نفصل قائلين:
أ- إن كنت تقصد بقولك يريد الكفر أنه يشاؤه ويقدره، فالجواب: نعم، فالكفار كما نرى ونعلم كثيرون، ولا يكون في ملك الله إلا ما يشاء، ولا يكون شيء إلا بقدر منه.
ب- وإن كنت تقصد أنه يحب الكفر ويشرعه ويأمر به، فالجواب: لا. لأنه قال: ((وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ))[الزمر:7] ولأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب تحذيراً منه.
3- الوعد والوعيد: المراد به عند المعتزلة أنه يجب على الله أن يعذب العصاة، ولا يعفو عنهم، ولا يقبل فيهم الشفاعة، ولا يخرجهم من النار أبداً.
4- المنزلة بين المنزلتين: وهي الاعتقاد بأن مرتكب الكبيرة كالزاني وشارب الخمر والسارق، لا يسمى مؤمناً ولا كافراً، بل هو في منزلة بين الإيمان والكفر.
5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: والمقصود به وجوب الدعوة إلى ما يعتقدونه من التوحيد والعدل وغيرهما، ووجوب الخروج على أئمة المسلمين، الذين ليسوا على مذهبهم بالسيف، أو من كان على مذهبهم لكنه جار أو فسق.
ومن أخطر أصول المعتزلة : تحكيم آرائهم وعقولهم، والإعراض عن الكتاب والسنة، وقد بنوا على ذلك عقائد باطلة، مثل: إنكار عذاب القبر، وإنكار الصراط والميزان، وكثير من هذه الأمور الغيبية الثابتة.
وهم يردون الأحاديث الصحيحة لمجرد مخالفتها لهواهم، ويكذبون الصحابة والتابعين وسائر الرواة، إذا رووا ما لا يتفق ومذهبهم.
أما ما يخالف آراءهم من الآيات فإنهم يفسرونه بما لا يتفق مع الشرع واللغة، ويؤولونه كما يشاءون.